معاناة جديدة للاجئين السوريين في السويد




منقول 

الكومبس – خاص: قال لاجئون سوريون إلتقاهم موقع " الكومبس " في السويد، إنهم رغم وصولهم بر الأمان، إلا أن معاناة جديدة، من نوع آخر بدأت معهم. فالكثير منهم، أعتمدوا على المعلومات والإشاعات التي كان المهربون يسوقونها لهم، والتي كانت تصف الوضع أول مايصلون بأنه " وردي"، وان الإقامة والسكن يحصلون عليها من الأيام الأولى.
لكن واقع الحال وجدوه مختلفاً تماماً، وان الإنتظار من أجل الحصول على قرار من مصحلة الهجرة السويدية يطول عدة أشهر، ومن المحتمل في حالات خاصة أكثر من سنة. كما أن القادمين الجُدد، يُضطرون الى السكن في كمبات، تفتقر الى الشروط المطلوبة، وتعج بالمشاكل التي يتسبب بها، لاجئون من مختلف الجنسيات والمشارب.
أحمد محمود وصل السويد في 9 إيلول ( سبتمبر ) 2012، وحتى الآن لم يستلم أي قرار، بإنتظار الحصول على جواب من مصلحة الهجرة. يقول لـ " الكومبس " : " مررت بظروف صعبة للغاية حتى وصلت الى هنا، وعانيت في تركيا قبل الهجرة الى السويد، لانها غالية جداً، ودفعت 12 الف دولار حتى وصلت هنا".
يضيف: " كثيرٌ من السوريين الموجودين في تركيا ودول أخرى، وحتى في سوريا نفسها، يعتقدون خطئاً ان وصولهم السويد يعني إنتهاء المشاكل كلها، هذا غير صحيح، هناك إجراءات وسلسلة تحقيقات وتقديم أوراق وإثباتات، ولا يحصل الجميع على إقامات دائمية، فهناك من يحصل على مؤقتة، سيجري ترحيله من السويد عند إنتهائها".
وكانت مصلحة الهجرة السويدية، توقعت أن يصل في العام 2013 ما مجموعه 18 ألف لاجئ سوري إلى السويد. وبحسب تقرير أصدرته مطلع العام الجاري، فإن السويد إستملت ما مجموعه 7733 طلب لجوء من لاجئين سوريين خلال العام 2012 ولغاية تاريخ 27 ( كانون الأول ) ديسمبر منه، وهو ما يعني 10 اضعاف الطلبات التي قدمت في العام 2011.
يتقاضى كل طالب لجوء قبل الحصول على جواب من مصلحة الهجرة على 1800 كرونة، أي حوالي ( 285 دولاراً ) في الشهر، في حال قرر ترك " الكمب " أو أحد مساكن الهجرة. وهذا المبلغ لايكفي لسد الحاجة، لكن من يبقى في الكمب بالطبع تتكفل الدولة الحد الأدنى من متطلبات معيشته، وهناك من يلجأ الى الأقارب والمعارف للسكن مؤقتاً عندهم.
المعاناة مستمرة رغم الحصول على الإقامة!
رانيا كريم وصلت السويد منذ آب ( أغسطس ) من العام الماضي، مع ثلاثة أطفال، بينما بقى زوجها في تركيا. تقول رانيا بصوت مخنوق: " الله ينتقم من الذي كان السبب في ماجرى لنا، أنا أعيش كابوساً آخر مع أطفالي في هذا المجمع السكني، يوميّاً تحدث مشاكل وشجارات بين اللاجئين، وأنا أخاف على أطفالي، حتى الآن لم أستلم الجواب من الهجرة".
رانيا لم تكن تعلم بالقوانين السويدية قبل أن تأتي الى هنا، وعندما وصلت السويد علمت إنها لا تستطيع لم شمل زوجها ، حتى لو حصلت على الإقامة، لان القانون ينص على أن يكون لرانيا عمل وسكن دائمي خاص بها، وهو أقرب الى المستحيل للقادم الجديد الى السويد!!
لايحصل الجميع على إقامات دائمة
مصلحة الهجرة السويدية تعتبر الوضع في سوريا الآن وفق تصنيفاتها الخاصة بها، والتي بموجبها تمنح الاقامات، بانه خطير جدا، لكن هذا الوضع لاتعتبره كافيا للسماح لجميع طالبي اللجوء البقاء، إذ تقوم المصلحة بدراسة حاجة كل طالب لجوء بشكل فردي. لكن المصلحة ترى أن أغلبية من سيعودون اليوم الى سوريا معرضين للخطر، لهذا السبب يتم الموافقة على منح الإقامة لأكثر الاشخاص.
وهناك حالات عديدة يحصل فيها الأشخاص وحتى العوائل على إقامات مؤقتة. ويعني تصريح الاقامة المؤقت بأن من حق اللاجئ السكن، والعمل والدراسة في السويد طالما كان تصريح اقامته سارياً. ومن حقه التسجيل في سجل النفوس والحصول على رقم شخصي، لكن عند إنتهاء المدة، ولم يكن هناك سببا لتمديد الإقامة يتعين على الشخص العودة الى بلاده، وإن لم يفعل ذلك، يجري ترحيله بالقوة، كما يحدث الآن للعراقيين.
سنا زيدان تقول لـ " الكومبس " : " في الحقيقة لايوجد لي مشاكل انا، وكل أموري تمام، لانني حصلت على بيت، لكن أختي وأطفالها في الكمب منذ 8 أشهر، ووضعهم سيء جداً، رغم أنهم حصلوا على الإقامة، لإنهم ساكنين في غرفة مع ناس آخرين، ولديها طفلان". تضيف سنا: " الوضع في الكمب سيء، والأكل ليس جيداً، وحتى المعاملة سيئة"!!
السكن أكبر المشاكل بعد الإقامة
أكبر مشكلة يواجهها السوريون بعد حصولهم على الإقامة هي السكن. فبعد أن كان الحصول على سكن دائمي في السنوات القليلة الماضية سهلاً نسبيّاً، إلا أنه أصبح في السنوات الأخيرة، صعبّاً للغاية. والكثير من البلديات السويدية لا توافق على إستقبال المزيد من اللاجئين الجدد، لانها لا تستطيع توفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية لهم، لان الأعداد التي تصل كبيرة جداً، وتفوق طاقتها.
والفشل في الحصول على سكن، يعني أن يبقى الوافد الجديد في مسكن وقتي، خاص بمصلحة الهجرة. وبحسب التقارير الاخيرة التي بثتها الصحف السويدية، فان هذه المساكن تعاني من مشاكل وقلة إهتمام. وأصبحت مثار جدل في الصحافة والتلفزة.
ويأتي أغلب السوريين من تركيا مرورا باليونان ومن ثم الى إحدى الدول الأوروبية قبل الوصول الى السويد. وبحسب إتفاقية دبلن، يتعين على طالب اللجوء تقديم طلبه في أول دولة يصل لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التسجيل لتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على أميركا وأوروبا

توجه سفن المانية إلى مدينتي بيروت و العقبه لسحب لاجئيين إشاعه