احتمال استضافة لاجئين سوريين اتصالات أميركية لدفع المتأخّرات

لا يسمع المسؤولون سوى الثناء على استقبال لبنان اللاجئين السوريين يوميا، بالآلاف، فيما اغلقت تركيا والعراق والاردن العديد من معابرها مع سوريا لمنع دخول اراضيها، ايا يكن الظرف. وافادت التقارير الواردة الى بيروت ان انقره وبغداد وعمان اتخذت هذا الموقف بعدما تبين لها ان طاقتها الاستيعابية نفدت، وان الكلفة اصبحت كبيرة للغاية، وهناك شح في المساعدات التي كانت قد تقررت في المؤتمر الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين الذي عقد في الكويت.
وأكد مسؤول أممي لـ"النهار" ان لبنان هو الدولة الوحيدة التي لا تزال تتبع "سياسة الحدود المفتوحة" بحيث تؤوي 568 ألف لاجئ سوري من مليون و700 الف شخص وفقا لاحصاءات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وانتقد تصرف تلك الدول التي لا يجوز ان تغلق حدودها امام اللاجئين الهاربين من القصف الجوي والبري، على المدنيين كما على العسكريين.
وعلمت "النهار" ان نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز أوحى لأحد المسؤولين الذين التقاهم ان بلاده مستعدة للبحث في استضافة عدد من اللاجئين السوريين، ويمكن ان يباشر فريق عمل درس هذا الملف المهم للبنان، لأنه والاردن الأكثر تأثرا بالمشكلة.
وتجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان قد اقترح خلال مؤتمر الكويت حول اللاجئين السوريين، ان تتقاسم الدول الاعداد والاعباء، وما من دولة تجاوبت الا المانيا، فقررت استضافة خمسة آلاف نسمة.
وسأل عدد من زعماء البلاد عن الصمت العربي والغربي حيال اقتراح سليمان استيعاب الدول المشرقية والمغربية أعدادا من اللاجئين بشكل موقت، الى ان تنجلي الامور ويعرف من سيحسم المعركة، النظام ام المعارضة، ام ان الطرفين سيتجاوبان مع المساعي الاميركية والروسية بهدف عقد "مؤتمر جنيف – 2". وعقّبوا بأن البعض منها يمتلك مساحات شاسعة، فما المبرر لعدم التجاوب؟ هل المسؤولون خائفون من بقاء اللاجئين في دولهم دون أمل في اعادتهم من واشنطن وباريس، ام انهم يعلمون ان هؤلاء باقون فترة طويلة خارج البلاد؟ ام انهم يخافون من بعض اللاجئين المندسين لضرب الامن في بلادهم؟
بإزاء هذه الصورة القاتمة، هل على لبنان ان يبقي حدوده مفتوحة امام اللاجئين السوريين أم لا؟ لم تأت الاجوبة متطابقة مع السؤال الاخير لـ"النهار"، اذ ليس من حاجة الى البرهان ان "رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون هو وحده الذي دعا الى اغلاق الحدود في وجه اللاجئين بسبب عدم القدرة على استيعابهم. اما سائر المسؤولين فقد تنافسوا على اطلاق المواقف المطالبة باستضافتهم مهما تكن اعدادهم، ولم يتردد لبنان في استقبال جرحى "الجيش السوري الحر" بعد انتهاء معركة القصير، واعداد اخرى كبيرة من الجرحى في معارك اخرى في مناطق متعددة من سوريا.
الا ان المشكلة المطروحة لا تكمن في استضافة اللاجئين او عدمها، لأن بعض المسؤولين لديهم تقارير أشمل من تلك التي تبثها المفوضية العليا للاجئين وتتضمن معلومات عن وصول اعداد اللاجئين الى المليون و200 الف، وان الدول المانحة تتأخر في تسديد ما وعدت به من اموال، ولبنان بما يعانيه ليس في وسعه ان يسد التكاليف لهؤلاء، وخصوصا ان اعدادهم تتضاعف بشكل مطرد. وعلمت "النهار" ان بيرنز وعد بان تقوم بلاده بتكثيف الاتصالات من اجل ضخ المساعدات من دون اي تأخير، وستكون واشنطن ساهرة على التنفيذ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التسجيل لتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على أميركا وأوروبا

الدول العربية تدافع عن نفسها با لنسبة لموضوع لاجئيين السوريين